Illustration: Max-o-matic / The Verge |
بعد الطفرة الهائلة التي حدثت في مجال الذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة؛ بدأ النقاش يشتد حول كيف أن حدوث هذه الطفرة تم بالاعتماد على انتهاك حقوق الملكية الفكرية لآلاف البشر حول العالم، سواءً المحتوى المكتوب أو المرئي أو المسموع. كل التطور الهائل لأدوات الذكاء الاصطناعي وقدرتها على التعامل مع أنواع المحتوى المختلف حدث بشكل رئيسي بالاعتماد على المحتوى البشري، والذي حصلت عليه شركات التكنولوجيا بشكل عام، وشركات الذكاء الاصطناعي بشكل خاصّ، دون موافقة من منشئي هذا المحتوى. في هذا المقال سنناقش تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على حقوق وقوانين الملكية الفكرية، وكيف يمكن للمبدعين مواجهتها.
الذكاء الاصطناعي وحقوق الملكية الفكرية
- مع الطفرات الهائلة التي شهدناها في الآونة الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومن خلال مراقبة حدوث هذا التطور الهائل اعتمادًا على تطوير نماذج لغوية ضخمة "LLMs"، كان لا بد من النظر إلى كيف تم تطوير هذه النماذج؟ وعلى أي محتوى؟ وهل حصلت الشركات المطوّرة لهذه النماذج على الموافقات اللازمة من أصحاب هذا المحتوى لتدريب نماذجها عليه؟ وكيف يؤثر ذلك على قواعد وقوانين حقوق الملكية الفكرية حاليًا وفي المستقبل؟
- التطور في قدرات النماذج اللغوية الضخمة يعتمد بشكل رئيسي على حجم وجودة البيانات التي يتم تدريبهم عليها. لذلك؛ كانت إحدى المهمات الرئيسية لشركات هذه النماذج هي توفير أكبر قدر من هذه البيانات لرفع قدرات نماذجها. فمن أين تأتي هذه الشركات بهذه البيانات؟
- قامت هذه الشركات مثل OpenAI - Microsoft وغيرها بالزحف على الإنترنت وجمع أحجام ضخمة من البيانات، دون أي اعتبار لحقوق منشئي هذا المحتوى، أو حقوق ملكيتهم الفكرية، أو حتى قوانين الترخيص التي تنظم عمليات السماح باستخدام محتوى مملوك ملكية خاصّة.
خطر الذكاء الاصطناعي على الملكية الفكرية
- مدفوعًة بمليارات الدولارات من الاستثمارات، والحاجة إلى تحقيق عوائد، قامت هذه الشركات بالاستيلاء على أحجام ضخمة من البيانات لتدريب نماذجها، دون أي اعتبارات أخلاقية أة, حتى قانونية، بالنظر لوجود قوانين راسخة تحمي الملكية الفكرية لمنشئي المحتوى.
- عواقب هذه الأفعال بدأت تظهر شيئًا فشيئًا بعد قيام الكثير من أشهر المؤلفين بمقاضاة شركة OpenAI بسبب استخدام مؤلفاتهم لتدريب نموذج GPT، وكذلك قام الكثير من المبدعين بمقاضاة شركات متخصصة في توليد الصور بالذكاء الاصطناعي مثل StabilityAI وكذلك Midjourney بسبب قيام هاتين الشركتين باستخدام تصميماتهم الشخصية لتدريب نماذج توليد المحتوى الخاصّة بهم.
- نماذج الذكاء الاصطناعي الآن أصبحت خطرًا داهمًا على المؤلفين والمبدعين. تخيل أنك تستطيع استخدام أحد نماذج StabilityAI من أجل توليد تصميم باستخدام أسلوب يحاكي أسلوب أحد الفنانين. حرفيًا؛ يمكنك تضمين اسم هذا الفنان في القسم الخاصّ بالتلقين "Prompt" وسيقوم النموذج بتوليد تصميم بنفس أسلوب هذا الفنان. ألا يعد هذا سرقة واعتداء على الملكية الفكرية لهذا الشخص؟
الذكاء الاصطناعي وتأثيره على المحتوى المرئي
- كان تأثير الذكاء الاصطناعي على كل من يقدم محتوى مرئي مثل الفنانين والمصممين والرسامين وغيرهم أشد وطأة. حيث يمكن لأي شخص حول العالم الآن تحميل محتوى فنان معين ثم القيام بعملية صقل "Fine-tuning" لنموذج لتوليد المحتوى على هذا المحتوى أو إنشاء أداة متخصصة لإضافة طابع معين على الصور الموّلدة، وهذه الأدوات تُسمى "LoRa"، وكلتا العمليتين يكون هدفهما سرقة أسلوب هذا الفنان في التصميم، وتوليد محتوى مرئي عبر الذكاء الاصطناعي يطابق أسلوب هذا الفنان.
- هناك حاليًا الكثير من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، خصوصًا نماذج Stable Diffusion يمكن للمستخدمين من خلالها توليد صور بأسلوب فنان معروف فقط من خلال تضمين اسمه داخل الاستدعاء الخاصّ بإنشاء الصورة! هذا الأمر لا يؤثر فقط على دخل صنّاع المحتوى المرئي، والذي هو قليل أصلًا، ولكن أيضًا يؤثر بالسلب على جودة المحتوى المنسوب لشخص ما، ويسيء إلى سمعة أعماله الأصلية، بما أنه لا توجد وسيلة فعّالة حاليًا للتفريق بين المحتوى الأصلي والمولّد بالذكاء الاصطناعي.
حماية الملكية الفكرية من خطر الذكاء الاصطناعي
- بسبب الانتهاكات التي قامت وتقوم بها الشركات في هذا المجال ضد صنّاع المحتوى، بدأت تظهر لدينا مشاريع لتطوير أدوات لمكافحة هذه الانتهاكات. أشهر هذه المشاريع هو مشروع Glaze، والذي يضم أدوات (Glaze - Nightshade - WebGlaze) وغيرها، وهي أدوات يمكن للفنانين والمصممين استخدامها على صور التصميمات الخاصّة بهم لمنع نماذج الذكاء الاصطناعي من التدرب على تصميماتهم وتقليدها فيما بعد.
- تعتمد هذه الأدوات على طريقة تسميم المحتوى المرئي بشكل لا يمكن لعين الإنسان المجردة إدراكه، ولكن بالنسبة لنماذج الذكاء الاصطناعي فالأمر مختلف. تعاني نماذج الذكاء الاصطناعي من ضعف في قدرتها على فهم أو إدراك ما يراه البشر، وهذا يتم التعبير عنه بمفهوم الاضطرابات المعادية أو "Adversarial Perturbations".
- تُشير هذه الاضطرابات إلى أن القيام بتعديلات معينة على المدخلات التي يتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي عليها؛ قد تؤدي إلى انحراف ضخم في إدراك النموذج لهذه المدخلات وطريقة تصنيفها. هذا يعني بأنه إذا أردنا تطوير نموذج قادر على توليد صور لفنان معين، وهذا الفنان قام بتسميم صوره بطريقة الاضطرابات المعادية قبل رفعها على الإنترنت، فإن تدريب نموذج ذكاء اصطناعي على هذه الصور يعني أن النموذج لن يكون قادرًا على توليد صور تحاكي أسلوب هذا الفنان.
نبذة عن أدوات Glaze & Nightshade
- أداة Glaze تُعد حاليًا هي الأداة الأكثر تطورًا وقدرةً على مكافحة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على نسخ أسلوب الفنانين في تصميماتهم أو ما يُعرف باسم "Style Mimicry". تقوم الأداة التي يمكن استخدامها بشكل محلي على الحاسوب الخاصّ بك بحساب الاضطرابات المعادية التي يمكن إضافتها للصورة من أجل إخفاء الهويّة الخاصّة بها، ثم تطبيق هذه الاضطرابات على الصورة بشكل لا يمكن للعين المجردة إدراكه، ولكن عند تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على صور مثل هذه، فإنها تُحدث اضطرابات ضخمة في مدى إدراك النموذج للمحتوى الذي يتم تدريبه عليه. لهذا؛ بعد انتهاء عملية التدريب لن يتمكن النموذج من توليد صور بنفس أسلوب الصور المسمّمة التي تم تدريبه عليها.
- من مميزات استخدام Glaze لحماية سرقة أسلوبك الفني؛ أن Glaze لا يمكن خداعه بإجراء تعديلات على الصور مثل التقاط صورة من الصورة الأصلية، قص الصورة، استخدام فلاتر، إعادة تحجيم الصورة، تنعيم الصورة، ضغط الصورة وغيرها من التعديلات. فأداة Glaze تعمل على إضافة بُعد جديد للصورة لا يمكن تحديد موقعه داخلها، لأن الموقع يختلف مع كل صورة تقريبًا، وبالتالي لا يمكن إلغاء تأثيره من خلال هذه التعديلات.
- على عكس Glaze التي تعمل كوسيلة دفاعية ضد تقليد أسلوب الفنانين؛ فإن أداة Nightshade تعمل كوسيلة هجومية يمكن استخدامها بشكل جماعي من أجل تشويش عملية تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التي يتم تدريبها على محتوى مسروق من الإنترنت دون إذن من المالكين. استخدام Nightshade هو شيء اختياري، ويمكن حماية تصميماتك عبر أداة Glaze فقط.
حماية الملكية الفكرية عبر أداة Glaze
- يمكن لمنشئي المحتوى حول العالم استخدام أداة Glaze لحماية تصميماتهم بسهولة. فهي أداة مجانية تمامًا يمكن تحميلها على حاسوبك الشخصي واستخدامها على صور التصميمات قبل تحمليها إلى الإنترنت.
- إذا كنت لا تمتلك حاسوب قوي بما فيه الكفاية لاستخدام الأداة؛ يمكنك استخدام النسخة الأون لاين منها WebGlaze، ولكن استخدام هذه الأداة يحتاج إلى تقديم طلب للوصول إليها بسبب محدودية الموارد. يمكنك تقديم طلب لاستخدام الأداة عبر التواصل مع فريق المشروع عبر تويتر.
TheGlazeProject@
- إذا كنت تريد استخدام الأداة على حاسوبك؛ يمكنك تحميل الأداة من الرابط التالي؛ ويمكنك أيضًا مراجعة صفحة الإرشادات حول كيفية استخدام الأداة، ومتطلبات استخدامها من الرابط الثاني.
حوار مع المشرف على مشروع Glaze
- قمنا بإجراء حوار مع البروفيسور Ben Zhao، أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة شيكاغو، والمشرف على مشروع Glaze، بخصوص قضايا الملكية الفكرية في ضوء الصعود الضخم سريع الوتيرة لمجال وأدوات الذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة، وتحدثنا عن أداة Glaze وتأثيرها على حماية الملكية الفكرية للمبدعين.
في البداية، وبصفتكم أساتذة في علوم الكمبيوتر، فقد اتخذتم نهجًا مختلفًا تجاه الذكاء الاصطناعي التوليدي، من خلال تطوير أداة تعطل تقليد الأسلوب الإبداعي للصور والرسومات أثناء عملية تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، وهو نهج نوعًا ما مفاجئ، بالنظر إلى اتخاذ المؤسسات التعليمية الأخرى الاتجاه المعاكس لدعم مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، تمامًا مثل جميع شركات التكنولوجيا.
عندما قررتم، كمجموعة، البدء في العمل على هذا المشروع، ماذا كان السبب الأكثر أهمية للقيام بذلك، بخلاف حماية الفنانين؟ أعني على مستوى التقنية نفسها؟
- الجانب التقني كان في المركز الثاني. لقد بدأنا العمل في هذا المشروع ليس لأننا بحاجة إلى المزيد من المنشورات العلمية، أو لأن السؤال البحثي كان مثيرًا للاهتمام. لقد بدأنا هذا المشروع لأنه كان ضروريًا للغاية، وكنا نعلم أننا إحدى المجموعات القليلة التي يمكنها القيام بذلك.
أعتقد أن إحدى أكبر مشاكل البحث والتكنولوجيا اليوم هي حب "العلم". العلم شيء عظيم، ولكن في رأيي، ينبغي استكشافه مع مراعاة الأخلاق والإنسانية. كيف يمكننا أن نتجاهل الدروس المستفادة من العقود الماضية في الفيزياء النووية (وخاصة مع الاهتمام المتجدد مؤخرًا بأوبنهايمر)؟
ليس من المقبول متابعة التكنولوجيا لمجرد أن مكافآت الاكتشاف جيدة. يجب أن يخدم العلم الإنسانية، ولا يمكننا أن ننسى ذلك.
بالطبع اليوم، الكثير من تقنيات الذكاء الاصطناعي هي مزيج من حب اكتشاف التكنولوجيا، وحب الربح المحتمل. وفي مكان ما على الطريق، تم وضع حب الإنسانية في مرتبة أدنى من حيث الأولوية أو تم تجاهلها تمامًا.
أدرك أيضًا أنني في وضع متميز لأتمكن من العمل في مشاريع مثل Glaze. لقد حصلت على منصبي منذ وقت طويل. لقد حصلت على العديد من الجوائز وحققت معظم ما يسعى الأكاديميون لتحقيقه في حياتهم المهنية. لذلك لم أعد متحمسًا لأجل أو أشعر بضغوط لمجاراة الوضع السائد. أستطيع أن أتحمل مخاطر لا يستطيع أو ينبغي على أي زميل مبتدئ القيام بها.
أشعر أنك غير راضٍ عن النهج الحالي الذي يتبعه العلماء في العديد من المجالات. وكأنك تشعر أنهم لا يفكرون كثيرًا من وجهة نظر أخلاقية قبل الاقتراب من الاستكشاف العلمي. هل هذا صحيح؟
قطعًا. من المحبط جدًا أن نرى الأكاديميين يكتبون أبحاثًا حول تحريك الشفاه بشكل متزامن مع الصوت، أو توليد تعابير وجه تحاكي شخصًا معينًا.. كل هذه المشاريع التي ليس لها استخدام واضح سوى التزييف العميق وغيرها من التطبيقات غير الأخلاقية. ومع ذلك، فإن الكثيرين منا لا يقضون دقيقة واحدة في التفكير في التطبيقات النهائية لعملنا. إنه أمر مزعج ومخيب للآمال. لقد فقدنا منظورنا، وفقدنا قيمنا. هناك حاجة لتدريس الأخلاقيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وعلوم الكمبيوتر. لم ندرك هذه الحاجة في وقتٍ سابق، والآن ندفع الثمن.
- كثيرًا ما أسمع أعذارًا مثل "إذا لم أفعل أنا ذلك، فسيفعله شخص آخر..." أو "هناك جانبان لكل أداة". هذه الأعذار ليست مفيدة. التكنولوجيا ليست حتمية، وليس علينا أن "نفعل" أي شيء.
سأعود إلى هذه المناقشة الأخلاقية، لكني أريد مناقشة Glaze معك أولًا.
أنا على دراية بعملك في مشروع Fawkes، الذي كان فكرة رائعة للخصوصية الشخصية. هل ترى أن Glaze هو امتداد لعملك على Fawkes، حيث أن كلاهما يقوم بطريقة ما بالتلاعب بالصور؟
إنهما متشابهان من حيث المنهجية عالية المستوى، استخدام هجمات التسميم لحماية الخصوصية، لكن بالطبع المجال مختلف تمامًا، وهياكل نماذج التعلم الآلي مختلفة تمامًا، والتأثير النهائي مختلف تمامًا.
المنهجية هي في الواقع مختلفة تمامًا. بدأنا Glaze بأفكار مشابهة لأفكار Fawkes، لكن اتضح أن تلك الأفكار كانت تحد بشكل مصطنع مما يمكننا فعله بالمحتوى الفني. لذلك، مع تحديثات Glaze، قمنا بتطوير وتغيير منهجيتنا. إنه الآن مختلف تمامًا عن أي شيء في Fawkes.
أرى أنه يتم العمل الآن على مشروع آخر لتوفير حماية شبيهة بالتي يوفرها مشروع Glaze ولكن لمقاطع الفيديو القصيرة والرسوم المتحركة. هل لديك أي تحديثات حول هذا المشروع؟
نعم. تم تقديم هذه الورقة لمراجعة النظراء، ومن المحتمل أن نعلن عن الورقة البحثية ونتائجها قريبًا بمجرد تحميلها على arXiv.
لقد تلقيت بعض النقد الحادّ من مجتمع الذكاء الاصطناعي منذ إطلاق Glaze، وكان بعضها حتى تهديدات قانونية؛ بما أن عملك يضر بعملهم بشكل أساسي. دون الخوض في تفاصيل كيفية حدوث ذلك؛ هل ترى بعض الشرعية في حجتهم، مع العلم أنه ليس كل مدربي نماذج الذكاء الاصطناعي يعملون من أجل الربح، أم أنك لا توافق على ذلك تمامًا؟
في الواقع، لم أر أي تهديدات قانونية. فقط أشخاص يتكهنون حول مدى قانونية هذه الأدوات، غالبًا ما تكون هذه تكتيكات لتخويف الفنانين من استخدامها. لا أعتقد أن أي شركة لها الحق في إخبار منشئ المحتوى بما يمكنه وما لا يمكنه فعله لفنه الخاص.
إذا قمت بإنشاء لوحة، فهل يجب علي أن أطلب إذن OpenAI لوضع علامة مائية عليها؟ هل أحتاج إلى موافقتهم لتعديل صورتي بأي شكل من الأشكال، خاصة عندما أطلب من OpenAI صراحةً عدم لمس صوري أو تنزيلها؟
إذا كانت هذه حجة مشروعة بطريقة أو بأخرى.. فيجب على شخص ما أن يخبر Disney أنه يحتاج إلى إذن من OpenAI أو Anthropic، أو Stability AI، أو 10000 شركة ناشئة مجهولة في مجال للذكاء الاصطناعي، لأن Disney بطريقة ما تحتاج إلى جعل محتواها مناسبًا لتدريب نماذج شركات الذكاء الاصطناعي؟
إذا لم تكن هذه الحجة صحيحة، ولم يكن الفنان بحاجة إلى طلب الإذن، إذا لم يكن من السهل تدريب فنه من قبل شركة ناشئة غير معروفة، فلماذا سيكون الأمر مختلفًا مع OpenAI؟ لأن لديهم المزيد من الدولارات؟
أود أن أعتقد أنني أعيش في بلد تنطبق فيه القوانين على الأشخاص والشركات بشكل مستقل، بغض النظر عن مقدار ما يملكونه من دولارات أو مقدار الاهتمام الإعلامي الذي يحصلون عليه.
بالنظر إلى مدى كثافة قيام شركات التكنولوجيا بجمع المحتوى المنشور على الويب لتدريب نماذجها دون أي موافقة من المالكين، وبما أن المعارك القانونية تستغرق سنوات، كيف تعتقد أن ذلك سيؤثر على جودة محتوى الإنترنت في المستقبل القريب؟
هذا سؤال أسهل بكثير. ليس علينا أن نتخيل، فنحن نرى العواقب اليوم بالفعل.
تظهر نتائج محركات البحث الآن هلوسة لأن شركتي مايكروسوفت وجوجل تعتمدان بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي. هناك بعض الأمثلة المزعجة والمضحكة على الإنترنت بالفعل، وغالبًا فقد رأيت بعضًا منها.
ولكن بعيدًا عن انتشار المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت؛ نرى أيضًا استبدال الصور التاريخية والفن الحقيقي بصور مزيفة. ليس من غير المألوف رؤية الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي (الصور المولّدة بالذكاء الاصطناعي التي تحاكي أسلوب فنان معين) تظهرفي محرك البحث عند البحث عن هذا الفنان.
أنا متأكد من أن الصحفيين الآخرين لديهم الكثير من الأمثلة المشابهة حول هذه القضايا. لذلك لا داعي للخوض في التفاصيل.
ولكن فيما يتعلق بالنص، فإن الإنترنت تم إغراقه بمواقع الويب المزيفة التي تم إنشاؤها بالكامل بواسطة نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية "LLMs"، ونفس الحال بالنسبة لمنصة أمازون للكتب الإلكترونية.
يحصل Spotify على الكثير من الموسيقى ذات الجودة المنخفضة التي ينشئها المستخدمون بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
في كل مكان تذهب إليه، ستجد هراء رخيص/مجاني يتم إنشاؤه بسرعات عالية ويغمر الإنترنت، ليطغى على الأصوات والمحتوى البشري الحقيقي.
مسابقات الكتابة (مثل Clarkesworld) ودور نشر الكتب يقومون بإيقاف نشاطهم بسبب افتقارهم إلى الموارد اللازمة لتصفية الكم الهائل من القمامة التي أنشأها الذكاء الاصطناعي والتي تم إلقاؤها عليهم.
تضيف النماذج اللغوية الكبيرة والذكاء الاصطناعي طبقة بلاستيكية رخيصة إلى العديد من التفاعلات بين البشر. يستخدم الأشخاص GPT لكتابة رسائل البريد الإلكتروني الخاصّة بهم وحتى الأوراق البحثية، بينما يستخدم الآخرون GPT لقراءة/تلخيص رسائل البريد الإلكتروني الواردة، وكتابة مراجعات للأوراق البحثية التي من المفترض أن يقرؤوها/يقومون بتقييمها.
يختفي الصوت البشري ليحل محله الذكاء الاصطناعي الذي يتحدث إلى ذكاء اصطناعي آخر، كل ذلك يتم أثناء حرق طاقة وتكلفة مادية ضخمة على حساب العمال البشريين.
هل تعتقد أن منشئي المحتوى اليوم يمتلكون الأدوات الكافية للحفاظ على حقوقهم وملكيتهم لما ينشرونه عبر الإنترنت؟ إذا كانت الإجابة لا، كيف تعتقد أنه يمكننا تغيير ذلك؟
بالتأكيد لا. لقد استهزأت شركات مثل OpenAI وآخرون بقوانين حقوق النشر وقوانين الترخيص. ولهذا السبب نحتاج إلى أدوات مثل Glaze & Nightshade. إن تعليمات عدم الاشتراك وعدم جمع البيانات من منشئي المحتوى لهذه الشركات غير قابلة للتنفيذ وتعتمد على لطف الشركات الربحية في عملها.
لا يمكن إيقاف جامعي البيانات عندما يكون لدى ملاكها المليارات تحت تصرفهم. نحن بحاجة إلى أدوات تقنية لها عواقب فعلية على أولئك الذين يتجاهلون قوانين حقوق النشر ورغبات أصحاب المحتوى بشكل علني. هذا هو السبب في أننا نفعل ما نفعله.